عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة”. رواه مسلم .
معاني المفردات:
تطهر: توضأ الوضوء الشرعي.
ليقضي فريضة: ليؤدي صلاة.
تحط خطيئة: تمحو سيئة.
التعليق:
1- المشي إلى الأعمال الصالحة عمل صالح يثاب عليه العبد، سواء مشى إلى المسجد أو إلى علم، أو لصلة رحم، أو لعيادة مريض أو لغير ذلك من الأعمال الصالحة ، قال تعالى (ونكتب ما قدموا وآثارهم)
قال قتادة رحمه الله: (لو كان الله تعالى مُغفلا شيئًا من شأنك يا بن آدم، أغفل ما تعفي الرياح من هذه الآثار، ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة الله أو من معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة الله، فليفعل)اه
2- من مشى إلى المسجد كان له بخطوة درجة وبالخطوة الأخرى تكفير سيئة.
3- للمشي إلى المساجد آداب شرعية ومنها أن يتطهر في بيته، وأن يخرج إليها ماشياً، وأن يمشي إليها بسكينة ووقار فلا يستعجل في مشيه، ولا يكثر الالتفات، وأن يدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الخروج ومنه أن يقول (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه الترمذي عن أنس بن مالك وفيه أن العبد إذا قال هذا يقال له: كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان. قال الترمذي:حديث حسن صحيح.
ومما ورد أيضاً ما جاء عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال “بسم الله توكلت على الله اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا” رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
4- إذا وصل المسجد قدم رجله اليمنى وقال ما رواه أبو حميد أو أبو أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك”. رواه مسلم أو يقول ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم )رواه أبو داود.
أو يقول ما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم”. رواه ابن ماجه.
5- فإذا دخل المسجد لم يجلس حتى يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) متفق عليه من حديث أبي قتادة. ومن نسيها أو تركها عمداً فينبغي أن يؤمر بأدائها لأمره صلى الله عليه وسلم بها من تركها، وإذا طال الجلوس فات محلها لأنها تشرع قبل الجلوس. ومن دخل المسجد والصلاة قد أقيمت دخل معهم في الفريضة وسقطت عنه تحية المسجد، ومن نوى السنة الراتبة عند دخوله المسجد أجزأته عن تحيته، وإذا كان يؤديها وأقيمت الصلاة قطعها ودخل مع الجماعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) رواه مسلم، لكن إن كان بقي عليه أقل من ركعة أتمها ودخل مع الجماعة لأن الصلاة في لغة الشارع ركعة فأكثر.
6- إذا فرغ من صلاته فيشرع له أن يشتغل بالدعاء وبذكر الله تعالى إلى أن تقام الصلاة، ولا يكثر من الكلام فيما لا نفع فيه، فإن المساجد لم تبن إلا للصلاة وإقام ذكر الله فيها.
من سلسلة : فضائل الأعمال في الصحيحين جمعا و تعليقا فضيلة الشيخ الدكتور علي بن يحيى الحدادي - حفظه الله
إمام و خطيب جامع عائشة – الرياض -