رسالة مؤثرة وصلت للشيخ محمد العريفي
هذه الرسالة من صلت إلى الشيخ من العراق.. يقول صاحبها:
(بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله من يهده الله فلا مظل له ومن يظلل فلن
تجد له وليا مرشدا..)
بهذه
الكلمات كان خطيب المسجد الذي بجنب بيتنا يبدأ خطبته في يوم الجمعة كنت
اسمعه وانأ اغسل سيارتي أو في طريقي إلى البيت عائدا من سهرة دامت من الليل
إلى صباح..
اليوم التالي وكنت أتضجر من يوم الجمعة لأنه مختلف يبدأ
صباحه بالنسبة إلي في الساعة العاشرة و صوت القرآن يسمع والسوق معظمه مغلق
أو سوف يغلق تحضيرا للصلاة..
كنت اكتأب لان الموضوع كله لا يهم لا صلاة
لا صوم و لا إي عبادة ومع ذلك كنت اسمع بعض المواعظ من أبي الذي كان مشغولا
بتوفير معاشنا وهموم الدنيا فوق رأسه..
لأننا في الموصل لنا طباع تختلف
عن عموم العراق في طبع اسمه التباهي وأنت تملك إذا أنت صديقي العزيز
ولأننا كنا في زمن الحصار وأبي كان موظف بسيط وكان لابد لي أن أتولى أنا
بنفسي تدبير أموري المالية لان أبي لا يعطيني ما يكفي وانأ كنت شاب على
فكرة أنا من مواليد 1976 وأنا كسول أو كنت كسول فلابد لي أن اختار اقصر
الطرق للحصول على المال وهي السرقة فسرقت أنا و صديق السوء الذي كان قدوتي
..
وفعلت كل ما لم يوصي به الله وما يخطر و ما لم يخطر على بال احد من
معاصي وأمور والله اخجل أن أتفوه بها الآن و أنا على هذا الحال حتى بعد
التخرج بسنوات ثم بعد التخرج من جامعه الموصل من كلية الصيدلة وقد تتعجب
لأني بهذا المستوى من التعليم فقد دخلت في بداية أمري كلية الطب جامعة
تكريت ولان أبي ليس لديه مال وتكريت تحتاج إلى مواصلات و سكن نقلت إلى كلية
الصيدلة كل هذا اقصد تحصيلي على درجات
علمية مثل الصيدلة و الطب لم يكن
إلا أن أبي استهزأ بي أمام صديق له وقال عني أني حمار تائه لا يصلي ولا
يصوم ولا ينفع في شيء سوى الأكل و النوم و تشاجرت معه.. وقلت له سوف نلتقي
أنا وأنت و نشوف من كلامه اصح ..
المهم بعد الكلية وبعد التخرج بسنة
فتحت صيدلية وكانت من الصيدليات الرابحة وكان دخلي يقارب 600 دولار باليوم
في تلك الأيام وذلك كان مبلغ يقال لصاحبه انه ملياردير لضخامة الفرق بين
العراقي والدولار ولا تفرح أيها القارئ فكل المال الذي جمع كان مصيره
الحرام والملذات حتى كان يطلقون علي اسم الأستاذ لأني اصرف بلا محاسبة ولا
وجع قلب كل هذا حتى 2003 ثم سقط النظام..
و باتت الدنيا بلا نظام قتل
وسرقة وتصفية حسابات سياسية كانت أم ثارات أو عداوات و ذهب مصدر رزقي اقصد
الصيدلية و أصبح الأستاذ (أنا ) بلا مدرسة ولا طلاب يسألون عليه حتى 2006
وأنا في البيت أتفرج على الأغاني وكان الريموت ملقى على الأرض وتذكرت قناة
رياضية فداست يدي الرقم الخطأ فظهرت وأنت تتكلم لم اعرف من أنت و لا اسم
القناة ولكن نبرة صوتك كانت مميزة حتى أنني لم أركز على ما تقول و لا على
موضوع الحلقة في الحقيقة أعجبت بشكلك و ثوبك المرتب و لحيتك و قلت في نفسي
والله هذا ابن عز و لم يرى في أيامه سوء ولا جوع ولا فقر..
سالت أحد
الذين يذهبون إلى المسجد عنك فقالوا لي هذا هو العريفي وسالت أمي و أبي إذا
كان العريفي من السعودية فاجابو بنعم فقلت لنفسي إذا كنت من السعودية فمن
أين هذا البياض في وجهك ونحن نعرف أن أهل السعودية معظمهم أهل سمرة و توجهت
بهذا السؤال إلى احد المشايخ الذي قابلته عند أخي في السوق فقال لي بالحرف
و اقتبس منه (هذا نور الإسلام هذا نور من الله)..
ففعلت هذه الكلمات بي
ما لم يفعله الدهر بقلبي فعاندت نفسي أني سأحصل على هذا النور في وجهي
ودخلت المسجد و بدأت أصلي و كنت خجولا في البداية..
وسارت الأيام وأصبحت الصلاة جزءا مني ولكن العافية درجات كما يقولون ولكني عازم على مواصلة الخطى بثبات إن شاء الله..
هكذا عرفت معنى قول الخطيب (من يهده الله فلا مظل له)
وانأ متابع لك منذ ذلك الوقت وبرنامجك ضع بصمتك وأشكر الله الذي أراني إياك
المصدر: من موقعة الرسمي