طالعتنا وسائل الإعلام بقرار شركة مايكروسوفت الشركة الأولى على العالم في مجال البرمجيات وأنظمة التشغيل بإغلاق غرف الدردشة (الشات) التابعة لموقع الشركة MSN وكما جاء في الخبر أن سبب الإغلاق هو سوء إستخدام هذه الغرف وإستغلالها من البعض في الترويج للمواقع الإباحية والتحرش بصغار السن جنسيا. بالإضافة الى الأستخدام البعيد عن الرقابة للأطفال لهذه المواقع.
عندما سمعت هذا الخبر تسألت كيف نستخدم غرف الشات نحن العرب والمسلمون. ونحن نرى إنتشار غرف الدردشة وكثرت المواقع التي توفر خدمة الشات.
فهذه الغرف وجدت للتسلية والترفيه وبعضها وجدت لغرض النقاش في مواضيع جادة وهادفة. ولكن الذي يلاحظ عندنا هو سوء إستخدام الشات من بعض الشباب لدينا. فكل شخص يدخل الشات له هدف معين من دخوله الشات. وأسمحو لي بإيجاز بعض ما مررت به وما رأيته في هذه الغرف.
الفئة الأولى وهم يشكلون نسبة كبيرة تدخل الشات بغرض التعرف على الفتيات وتكوين علاقات صداقة قد تصل لخارج حدود الأداب والعادات والتقاليد. وكثير ما نسمع عن فتيات يتعرفن على شباب عن طريق الشات ويبدأ التعارف بالكلام على الخاص ثم الماسنجر ثم الهاتف ومن ثم يحصل اللقاء وبالتالي يحدث مالا يحمد عقباه. وبعضهم إذا لم تبدي الفتاة أي أستجابة يقوم بتهديدها وتشويه سمعتها في الشات اما الجميع. وبعضهم يكون من الهكرز ويقوم بسرقة إيميلات البنات أو التجسس على أجهزتهم الخاصة بإستخدام برامج الهكرز وملفات التجسس. وهذه الفئة تنطبق على الجنسين سواء الشباب أو الفتيات ولكنها بين الشباب أكثر.
فئة أخرى من الشباب تدخل الشات بغرض التسلية وتضييع الوقت وهذا شي جيد ولا أحد يعترض على الترفيه ولكن مع الوقت يجد الشخص نفسه قد أصبح مدمنا للشات وتراه يقضي فيه الساعات الطوال مما ينعكس سلبا عليه من النواحي الصحية أو الأجتماعية. فالشخص المدمن على الشات يصبح شخص إنطوائي لا يحب الخروج من منزله أو الخروج لمحادثة الناس وجها لوجه. بل يفضل البقاء خلف جهاز الكمبيوتر والتحادث مع الناس بالكتابة. وهذا طبعا شئ سلبي.
فئة أخرى لفتت أنتباهي وهي بصراحة غريبة وطريفة في نفس الوقت. فانا قابلت بعض الشباب يدخل الشات بغرض البحث عن عروس للزواج منها وهذا بصراحة أسترعى إنتباهي. قد يؤيد البعض فكرة الزواج عن طريق الإنترنت وقد تكون حصلت بعض الزيجات عن طريق الإنترنت ولكن هذه الطريقة طبعا تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا. كما أن الشخص لا يعرف أي شي عن الطرف الأخر ولا يرى منه غير كلمات يكتبها بأصابعه على الكيبورد دون أن يعرف حقيقة هذا الشخص.
فئة أخرى غريبة ظهرت مؤخرا من الفتيات وهم ما أطلق عليهم أحد الأخوان ببنات بطاقات السوا (السوا= بطاقات الجوال مسبوقة الدفع في السعودية).
هؤلاء البنات يقمن بالتعرف على الشباب وبعد فترة من التعارف وتسييح الشاب بالكلام الجميل المعسول تعطيه رقم هاتفها ليكلمها على الجوال بشرط أن يقوم بشحن البطاقة لها. وطبعا هناك شباب يرضخون لهذا المطلب في سبيل سماع الصوت الناعم والكلمات المعسولة.
هذه بعض ما مررت به في غرف الشات وهنالك أكثر وأكثر. فلو دخلت الشات المعرفو بالبال تولك سترى العجب العجاب. فهناك غرف كثير للجنس وغرف للتعارف وغرف للشاذين وغرف لأعداء الأسلام يهجمون فيها على المسلمين وغيرها كثير وكثير لا يسعني ذكره هنا.
أنا لا أنكر أنا هناك من يستخدم الشات في غرض التعارف وتكوين صداقات جادة وأنا لي أصدقاء كثيرون تعرفت عليهم من الشات وهم أناس محترمون وفعلا نعم الأصدقاء. ولكني أتحدث عن الغالبية والفئات التي مررت بها.
كل هذا جال في خاطري بعد ما سمعت بقرار شركة مايكروسوفت. وتسألت هل نكون أفضل منهم ونحسن إستغلال الشات في ما يفيد؟؟؟
أتمنى ان نكون أفضل
تقبلو تحياتي
منقووول